كان "مارك كارسون" يقود سيارته على الطريق السريع متجهًا من "شيكاغو" إلى "دينفر"، في رحلة عمل مستعجلة.
الطريق كان مزدحمًا بشكل غير معتاد، وعندما توقف عند محطة وقود للسؤال عن السبب، أخبره أحد السائقين بأن هناك حادثًا ضخمًا أغلق الطريق لساعات.
"إذا كنت مستعجلًا، يمكنك سلك الطريق الجانبي عبر الغابة. إنه مهجور لكنه سيوصلك إلى وجهتك أسرع بكثير"، قال الرجل العجوز الذي كان يجلس خلف طاولة خشبية في المحطة.
الطريق المظلم
مع غروب الشمس، دخل مارك الطريق الترابي الذي يشق الغابة الكثيفة. كانت الأشجار العالية تحيط به من كل جانب، وأوراقها الميتة تتطاير بفعل الرياح. كانت سيارته الوحيدة على الطريق، ولم يكن هناك أي إشارات تدل على الحياة. كلما تقدم، بدا المكان أكثر ظلامًا، وكأن الشمس قد اختفت فجأة.
فجأة، اهتزت السيارة بشدة. ضغط مارك على الفرامل، لكنه وجد نفسه يغوص في حفرة ضيقة مليئة بالطين. نزل من السيارة وهو يسب ويلعن حظه السيئ. حاول إخراج العجلات لكنه لم يستطع.
أخرج هاتفه، ولكن لا توجد تغطية. لم يكن هناك خيار سوى المشي على أمل العثور على مساعدة. أخذ مصباحه اليدوي وسار في الظلام.
المنزل المهجور
بعد نصف ساعة من المشي، بدأ التعب يتسلل
إلى قدميه. فجأة، وسط الأشجار، لاح له ضوء خافت. اقترب بحذر ليجد منزلًا خشبيًا قديمًا،
يبدو مهجورًا منذ سنوات. كانت نوافذه محطمة، والباب متصدعًا لكنه ما زال مغلقًا.
طرق الباب عدة مرات، لكن لم يكن هناك رد.
قرر الدخول، فدفع الباب بحذر.
كان المنزل مليئًا بالغبار، وأثاثه العتيق
مغطى بقطع قماش ممزقة. على الجدران، علّقت صور قديمة لعائلة من أربعة أفراد، جميعهم
بوجوه غامضة الملامح. شعر مارك بقشعريرة في جسده، لكنه أقنع نفسه أنه مجرد تعب وخيال.
وجد أريكة قديمة في الزاوية، فقرر أن يرتاح
عليها حتى الصباح. أطفأ المصباح، واستلقى محاولًا النوم.
الأحداث الغريبة تبدأ
بعد وقت قصير، استيقظ مارك على صوت خطوات
قادمة من الطابق العلوي. ظن أنه مجرد فأر، لكن الخطوات كانت ثقيلة… وكأنها خطوات إنسان!
جلس بسرعة، وأصغى بتركيز. صوت خشخشة، ثم
همسات غير مفهومة. قرر تجاهلها، لكنه شعر فجأة بتيار بارد يجتاح الغرفة. التفت ليرى
الباب الذي كان مغلقًا، مفتوحًا الآن على مصراعيه!
نهض متوترًا، وأضاء مصباحه، لكنه لم يجد أحدًا. عاد ليجلس، لكن قبل أن يغمض عينيه، سمع همسة قريبة من أذنه: "اخرج..."
قفز من مكانه مذعورًا، وأضاء الغرفة بسرعة.
لم يكن هناك أحد، لكن الصور على الجدران تغيّرت! الأشخاص الذين كانت وجوههم غير واضحة…
أصبحوا ينظرون إليه مباشرة بعيون سوداء فارغة!
الهروب المستحيل
ركض مارك نحو الباب ليخرج، لكنه وجده مغلقًا
بإحكام، رغم أنه كان مفتوحًا قبل لحظات. سمع صوت خطوات تهرول على الدرج، تقترب بسرعة،
لكنه لم يستطع رؤية أي شيء.
تذكر نافذة في المطبخ، فركض نحوها وقفز
منها إلى الخارج، ليسقط وسط العشب الرطب. نهض بسرعة وأخذ يجري بلا هدف، فقط ليبتعد
عن ذلك المنزل الملعون.
بعد دقائق من الركض، ظهر الطريق أمامه فجأة،
وكأن الغابة كانت تلعب به. وجد سيارته في مكانها، لكنها لم تكن عالقة في الطين بعد
الآن! كان المحرك يعمل، وكأن شيئًا لم يحدث.
دخل السيارة وهو يلهث، وأدار المحرك وانطلق بأقصى سرعته خارج الغابة. لم ينظر في المرآة أبدًا، لكنه شعر بأن هناك عيونًا تراقبه حتى خرج من المنطقة تمامًا.
النهاية… أم البداية؟
في اليوم التالي، عندما وصل إلى دينفر،
قرر البحث عن ذلك الطريق على الإنترنت. لكنه تفاجأ بحقيقة مرعبة:
ذلك المنزل الذي قضى فيه ليلته… تم حرقه
بالكامل قبل 50 عامًا، بعد أن ماتت فيه عائلة بأكملها في ظروف غامضة.
فمن الذي كان يسير في الطابق العلوي؟
"هذه القصة من وحي الخيال، أيهما تتشابه
مع الأحداث أو الأشخاص الحقيقيين هو محض صدفة. نهدف إلى تقديم قصص ترفيه مشوقة لمحبي
الغموض و الاثارة."
0 comments:
إرسال تعليق